هي في الحقيقه نفس هذه المدونه لكن بنطاق اخر. لكن لن اتحدث بشكل تقني بحت. و عموما اكره ان ادخل نفسي في الندم على ما فات، حصل ما حصل و دائم انطلق للأمام، لكن لا مانع من استرجاع بعض الذكريات للتعلم منها.

بدأت مدونة الفيديو قيمز الخاصه بي في العام 2008. ذاك الوقت، لم يكن في الساحه العربيه مدونات فيديو قيمز كثيره، اقدمها True Gaming الذي لازال يعمل حتى اليوم، و موقعي Games4Arab و GameMaster (الذين توقفا عن العمل، بجانب المنتديات الخاصه بهم ايضا).

كان شغف الكتابه، بجانب لغتي الانجليزيه الجيده نسبيا في وقتها، اسباب للبدأ بنقل الاخبار مع ذكر مصادرها للقارئ العربي وجمعها في مدونه، و لاقت انتباه جيد نسبيا للمهتمين خصوصا من الاصدقاء في منتديات القيمز مثل منتدى المنتدى و اكسيزيا. ذاك الوقت لم اعلم بأن هذه الجهود كانت نادره و مبكره، حتى اني كتبت تدوينه شجعت على ضيف جديد صغير على الساحه في عام 2009، الذي قدم فكرة بودكاست متخصص بالفيديو قيمز! الموقع كان… سعودي قيمر! (وهو سبب كتابتي هذه التدوينه الان بجانب امور اخرى سأذكرها)

الابتعاث، و الفيديو قيمز سوف يموت قريبا

في نهاية عام 2011 تم ترشيحي للفرصة الذهبيه، قلادة النجاح، و شهادة الفخر الاجتماعيه قبل العلميه، فرصة الابتعاث.. بذلك الوقت، تنبأت شخصيا، بسبب النظره الاجتماعيه للفيديو قيمز، بأن هذه الهوايه هي شي مؤقت سوف اكبر عنه في النهايه لأن هذا ما كان يقوله لي المجتمع، و بأن الفيديو قيمز بشكل عام هو شي جانبي لن ينمو اكبر من كونه هوايه. لذلك قررت التوقف عن كتابة اخبار الفيديو قيمز و التركيز على الابتعاث. بعد مرور 12 سنه، واضح تماما بأني كنت مخطأ تماما بهذا التنبئ. ليس فقط مجتمعات و مواقع القيمز اللتي استمرت بجهودها وصلت الى نجاحات كبيره و اصبح تقييمها بالملايين، بل حتى الحكومه السعوديه دعمت قطاع الالعاب الالكترونيه في كثير من جوانبه! دعم حكومي!!! لو قلت هذا الكلام قبل 5 سنوات فقط لضحك الناس عليك، لكن الامور تغيرت كثيرا و الان قطاع الالعاب الالكترونيه في السعوديه يتمتع بدعم يتجاوز 142 مليار دولار من صندوق الاستثمارات العامه PIF، بجانب استثمارات الصندوق في شركات الفيديو قيمز مثل Nintendo و EA و Rockstar، و استحواذ الصندوق على منظمتي ESL و FACEIT لبطولات الـeSports التنافسيه.

ساحة التدوين العربيه عن الفيديو قيمز لازالت تعاني من شح شديد

بعكس حجم و كم صانعي المحتوى العربي الخاص بالفيديو قيمز في تويتر و تويتش، و الاهم و الاكثر كثافه، اليوتيوب ومشاهدات صانعي المحتوى السعوديين و العرب بشكل عام اللتي تتجاوز الملايين، هناك جانب اخرى من صنع المحتوى لازال يعاني بشده من نقص في المحتوى منذ البدايه، و هو المحتوى الكتابي في المدونات و المواقع المتخصصه. تكاد مدونات الفيديو قيمز العربيه تعد عالاصابع، و كلها من مواقع قديمه استطاعت الاستمرار، يذكر منها VGA4A، مدونة سعودي قيمر، و موقع True Gaming. و كلها مواقع سعوديه.

هنا اعود لتجربتي الشخصيه، اعترف بأني ارى نجاحاتهم و اقارنها بنفسي، و سألت نفسي كثيرا، ماذا لو استمريت بالكتابه؟ قبل الدعم الحكومي، كانت شركات الفيديو قيمز تغرق هذه المواقع بالهدايا، حضور المؤتمرات، وصول حصري لمقابلات، و فرصة مقابلة شبكه ضخمه من المحترفين حول العالم. موقع سعودي قيمر كمثال نجح بشكل كبير برفع قيمته السوقيه الى ان تم الاستحواذ عليه من شركة Webedia بصفقه غير معلنة السعر في عام 2021، و بكل تأكيد كانت صفقه مليونيه. سألت نفسي لو استمريت، هل كان ممكن اصبح مليونيرا؟! لا أقولها حسدا اطلاقا، بل سعيد ان هذا الحراك الرائع يحصل و امنيتي ان هذا يشجع كاتبي المحتوى ان يجدوا التشجيع بأن يبدأوا بخلق المحتوى بشتى صوره خصوصا المحتوى الكتابي.