السلام عليكم
غياب طويل عن المدونة حصل فيها الكثير، الحمدلله انتهيت من دراستي بالولايات المتحدة و حصولي على شهادة الباكلريوس في العلوم التطبيقيه في تكنلوجيا السيارات و ايضا تخصص مصغر (minor) في إدارة الأعمال. بعد عودتي للملكة بفترة بسيطة جدا وفقني الله و رزقني بوظيفه (مدرب*) بالمؤسسة العامة للتدريب الفني و المهني. و كما توقعت مسبقا فأن الوظيفه ستكون بعيده عن الأهل و الأصدقاء مرة اخرى بعد قضائي اربع سنوات بالخارج.
من يتابعني في الشبكات الإجتماعيه يعلم اني اتذمر كثيرا، كثيرا، (كثيرا!!) من المدينة اللتي اسكن بها و ليست الوظيفه نفسها. لكن لنبدأ بالإيجابيات بالوظيفة الجديدة:
- راتب مجزي نسبيا لشخص مبتدأ في سوق العمل و بدون خبره.
- يوجد مستقبل ممتاز ضمن المؤسسة العامه للتدريب الفني و المهني و أمان وظيفي كبير.
- فريق عمل رائع ساعدني كثيرا على تجاوز مصاعب و رهبة التدريب*.
- وجود دعم سخي جدا من الحكومة من توفير الادوات و الآلات للمتدربين بشكل يثلج الصدر حقيقه.
- بشكل عام فأن بيئة العمل غير رسمية بشكل بحت و يوجد مجال للتنفس.
- خروجي من منطقة الراحه و مقابلة اشخاص في الفصول الدراسيه و المدينة أطباعهم و نشاطاتهم و حتى لهجتهم تختلف عني.
السيئات:
- التدريب امر ليس هين، حيث يستلم المدرب 4 الى 6 كورسات مختلفة و يبدأ تدريس المتدربين عليها! و هنا يجب عليك ان تنظم امورك بشكل كبير. فقط تخيل تجهيز الدروس، الاختبارات، ادخال الدرجات و الغياب لخمس كورسات مختلفة المحتوى و يتم تقديمها الى 150 متدرب تقريبا!
- خبرتي المعدومة في كيفية تقديم الدروس او حتى فهم ما أُقدمه! ليست كل المعلومات المذكورة في الكتب الدراسية هي شيء افهمه، لكن من متطلبات الوظيفه فهم هذه المعلومات اجباريا و ان تفهمها بعمق لكي تقدمها للمتدرب بسهولة!
- انشغالي بعملية التجهيز للدروس و عدم امكانيتي للتركيز على كيفية تقديم تجربة تعليمية متميزة تنفع الشباب.
- غلاء السكن و المصاريف في المدينة اللتي اسكنها.
- و أكبر عائق لي، فشلي في خلق علاقات اجتماعيه لأسباب متعدده. قضيت شهورا و أنا وحيد، و الانسان بطبعه اجتماعي، و كنت اجتماعيا جدا في الولايات المتحده و في مسقط رأسي. هذه النقطة تكاد اكثر نقطة تقودني للجنون!
- عدم وجود نشاطات اجتماعيه او تطوعيه اشغل بها نفسي. كنت ابحث عن مجموعة دراجين او لاعبي الفيديو جيمز مثلا لكن للأسف لم اجد شيء.
هواجس الانسحاب من الوظيفه
حتى الان لم اجد شخص يشجعني على هذا القرار، لأسباب عده اهمها جنون سوق العمل و صعوبة ايجاد فرصة وظيفيه اخرى. و ايضا الامان الوظيفي اللتي تقدمه هذه الوظيفه. فهم يريدون الخير لي و يتماشوا مع المثل الشعبي “خليك على مجنونك لا يجيك اجن منه!”. ما لا يستطيع تفهمه الاغلب هو: هل الوظيفه و المال و الامان تساوي تعاستي اللتي اعيشها -بالشهور- و قد تمتد الى سنوات؟ فكر بهذا الشيء قليلا، ان تعيش شهور و احساس بداخلك ان جزء منك يموت يوما بعد يوم …
مشروع تجاري؟
تحدثت عن هذا الموضوع مرتين (1، 2) مسبقا هنا. فكرة مشروع تجاري و ان أكون رئيس نفسي،لكن (نعم، الكلمة المشهورة “لكن”) حتى هذه الخطوة لا اظن احد سيشجعها. و لا غرابة، كون هذا الموضوع شائك و صعب جدا. من تمويل المشروع، و إقامته، و تسويقه، و خلق منتج ذو جودة عاليه، و إدارة الاموال… كلها امور مجنونة تجعلني اشك بقدرتي على القيام بهذا الشيء و الإكتفاء بأمان و ثبات و روتين الوظيفه التقليديه.
*: في الكليات التقنية تم استبادل “معلم” بـ”مدرب” و “طالب” بـ”متدرب”.