
ملاحظه: تمت كتابة هذه التدوينه قبل سنه و لم انشرها لسبب ما. حسنا قد يكون الان وقتا مناسبا!
وقت كتابة هذه التدوينه، اعد العده لسفرتي القادمه في شهر مارس 2019، و مثل اغلب سفراتي السابقه، ستكون هذه الرحله لوحدي فقط! و بالتأكيد، و خصوصا من كبار السن، واجهوا الموضوع بقليل من الاستغراب و الانتقاد: “مو مصدقه للحين انك بتروح لحالك..” اختي الكبيره تسولف معي و فيه نبرة استغراب و انا اريها شنطتي الجديده للسفر. في السعوديه حنا شعوب تميل الى الجماعات اكثر من الفرديه، اعتدنا منذ فترات طويله اتخاذ القرارات و تطبيقها و مشاركتها على شكل جماعات و قبائل، هذا الفكر لازال متواجدا بشكل عام خصوصا مع الاجيال القديمه. لذلك التشجيع على السفر المفرد قد لا يكون كبيرا كمثله عند العالم الغربي كمثال.
اقنعني بالأسباب يا صديقي..
- نمط الدراسه و العمل: بداية من بعثه و وصولا لمطاردة فرص وظيفيه في مدن اخرى، هذه التجارب شكلت بشكل كبير قدرتي على الاعتماد على النفس. هو شي لم اختره -حسنا اخترته بشكل ما..- لكن اللحاق بهذه الفرص جعلتني اتأقلم و اتفهم و استوعب كيفية النجاة بمفردي.
- املك عالما بذاتي: كشخصية انطوائيه، نحن نمتلك القدره على الشفاء و الاستمتاع من ذاتنا. لا نحتاج لقدر كبير من التواصل و مستمر لحد الثماله مع البشر لنخلق يوما ممتعا. لدي صديق قد يفقد عقله لو امضى 24 ساعه لوحده بدون اصدقاء مقربين او عائله! اما نحن، قضاء الوقت مع حيوان اليف، قراءة كتاب، مشاهدة فيلم، او الخروج بمفردنا كافي جدا لاعلان بانه يوم رائع!
- وجود الحلول: الحلول في كل مكان! رغم اني اكره كتابة هذا الكلام المكرر، لكن يمكنك التخطيط لرحلتك و معيشتك و تسهيلات الحياه كلها بمجرد امتلاكك لجوال و انترنت! لا نحتاج، كما بالسابق، لحماية الاخرين، او مرافقتهم لنا لكي لا نشعر بالعزله او عجز الحيله. في كل مدينة او دوله سافرتها، اصل لها و انا اعرف خطتي شبه كامله (لازلت اترك مجالات للمفاجئات) و جميع حجوزاتي قد تمت مسبقا.

- ادمان الحريه: بجميع جوانبها، حتى في قراراتك الصغيره: هل ارغب بهذا المطعم ام ذاك؟ هل اقضي دقيقتين ام ساعتين امام هذا التمثال الغريب؟ لا يوجد مزاجاً او فماً اخر “ينُقُ” فوق رأسك لنفعل هذا و نذهب هنا و لماذا تأخرنا هنا.
- مزاجك: اكمالا للنقطه السابقه، قليلا (في دائرتي الشخصيه الصغيره) من سيجد اهتمامتي “مثيره للاهتمام” لهم. “تقضي ساعات في الفاتيكان حق الكفار عشان تشوف لوحات و تماثيل؟ و الله انك فاضي!!” هي جمله سمعتها مقطاعتا حديثي الحماسي عن زيارتي للفاتيكان. السفر لك لك لك و ليس لغيرك. مارست غرابتك، اشبع فضولك العجيب، لا تتبع القطيع!
- تجاربه سابقه عاديه الى سيئة جدا!: كل هذا اظنه بدأ عام 2012 عندما قررت ببلاهه اخذ رحلة بريه لمسافة 3000 كيلو (ذهاب و عوده) برفقة 9 اشخاص!!!! حجتي كانت بانه اول سفر لي على الاطلاق بداخل امريكا، و قللت الثقه بنفسي بأني استطيع عملها بنفسي. ويا الهي، تلك الرحله كانت كارثه بكل المقاييس و اسوء رحلة اتخذتها على الاطلاق!!!!!! و كانت بمثابة الدرس الذي غيرني لسنوات و رحلات بعدها. اسباب فشل الرحله؟ اعتمادنا على مبدأ (خلينا نروح و نشوف)، و عدم التخطيط بتاتا البته لما نريد فعله. و تكاثر الاصوات و الاراء و الامزجه بشكل عارم.

- فتح الباب للقاء اشخاص جدد: كما انك تمارس السفر المفرد، هناك اللاف من الناس الذين يسافرون لوحدهم، و بالغالب، هم متجهزين نفسيا و راغبين بلقاء اشخاص اخرين مثيرين للاهتمام ايضا! مرت سنوات و لازلت اتذكر فتاة التقيتها في سكن مشترك (Hostel) بمدينة نيويورك، عندما بادرتها بتحية الصباح، و دار بيننا حوار سطحي بسيط جعلنا نكتشف نقطه مشتركه، و فجأه امتد الحوار لساعتين من دون ان نشعر! و تكرر نفس الشي في روما و شيكاغو و غيرها. المدونة تهاني الهاجري تحدث عن هذا الموضوع طرحت افكار و روابط رائعه (و هو ما اوحى الي بكتابة هذه التدوينه).
- التوفير المادي: لطالما اتخذت فكر الـ Budget traveling اثناء السفر، و اعتقادي بأن السفر تجربه اكثر من ان يكون رفاهيه. تأثرت بالغربين في هذا الأمر و جيلنا بشكل عام بدأ يتخذه بشكل سريع، بعكس جيلنا القديم الذي يركز على السفرات الفارهه و المليئة بالاطفال و الشنط الضخمه و الفنادق الكبيره. كوني اسافر لوحدي، لا امانع (و لا يوجد معي شخصا مُرفه يمانع) ان انام في غرفة صغيره بداخل استديو في تم استئجاره في Airbnb كما فعلت في ايطاليا او سرير في غرفه مشتركه في Hostel كما فعلت في نيويورك. التجربه اهم من الرفاهيه.
اكتشف نفسك

ملامحي الجنوب شرق اسيويه جعلتني اندمج بسهوله في هذا المعبد (كاندي – سريلانكا)
السفر وحيدا ليس موحشا كما تتخيل، سواء كنت انطوائيا او انبساطيا، ستجد عالم كبير يستقبلك بكل افكارك، اختلافاتك، و ذائقتك. شخصيتك الرائعه سوف يستقبلها الاخرين بحب، و ستكتشفها، تنميها، تتحدها بكل موقف و لحظه رائعه او حتى سيئه. السفر وحيدا سيصقل مهارتك بالاستماع للاخرين، و لنفسك..
الوسطية في الأمور أفضلها ، مرة مع العائلة و الأصدقاء و مرة سفر وحداني ، صحيح في أختلاف في وجهات النظر و تغير مفاجئ في ترتيبات الرحلة ، لكن تظل ذكريات جميلة خاصة لكبار السن و الأطفال تعني لهم هالرحلات كثير ، تقوي العلاقات بدل ما تكون هشة ، وعائلات بلا ذكريات ، سواء لمكان معين أو لدولة ، حتى و إن كان في مواقف مزعجة ، في جانب إيجابي ، الخلافات تكشف تفضيلات الأشخاص و تعلمهم يفهمون بعض أكثر و يحترمون بعض ، و الرحلات أساسا تتحسن جودتها مع الوقت ، حتى أنها تعلم الشخص كيف يتعايش و يتفاهم مع غيره من المخلوقات خارج العائلة و الأصدقاء ومع الظروف.
مثال بسيط : درجة حرارة المكيف في الغرفة المشتركة مع أختي في الفندق تحصل خلافات عليها ، تكيفت أنام في الحر بسببها جزاها الله خير عادي عندي أنام في الحر أهم شي مكان أنام فيه
الجماعة ماهو شيء سيء كلياً ، نتفاهم مع بعض ونتنازل لو أحتاج الوضع إلى التنازل ، أفضل من أن كل شخص يعيش حياته لحاله و مهمته العزلة عن الجماعة .
إعجابLiked by 1 person
اهلا اهلا ^_^
ذكرتيني بنقطه جيده، و هو ان السفر مع الاخرين، خصوصا كبار السن او الاطفال او من لا يستطيع الاعتناء بنفسه، يجعل الرحله وزنها اثقل لمن يقودها و يضطر “للاعتناء” بالاخرين اكثر من ان يتاح له الانتباه لما يحصل في الرحلة نفسها. اشبه بحلقة السفر في طاش ما طاش اللي الاباء انشغلوا بالاعتناء بعائلتهم و رفع عصبيتهم ههههههههه
لا اعلم، قد استمتع مع عائلتي الصغيره المستقبليه، زوجتي و انا فقط. ستكون شراكه سفر و حياه رائعتين!
سعيد بالزوار الجدد لمدونتي دائما ^_^
إعجابإعجاب
تدوينة رائعة
اعجبتني الصور. سلمت يداك على النشر الراقي
إعجابإعجاب
اهلا فاطمه ^.^
اااه تمنيت لو رفعت صور اكثر، عموما يوجد صور متفرقه هنا و هناك في تدوينات السفر المختلفه، ارجو انك تستمتعي بقرائتها كما استمتعي هنا ^.^
شكرا لمرورك الكريم
إعجابإعجاب
أنا مثلك أسافر وحدي وأستمتع بذلك، أزور جميع معارض الكتب في المنطقة أمارس التصوير والقراءة والكتابة وتناول الطعام وأنجز الكثير بدون الحاجة لاقتسام وقتي مع آخر/آخرين.
إعجابإعجاب
اهلا و سهلا ^_^ ! جميل ان ارى اصدقائي المسافرين يشاركونني هذا الاسلوب في السفر. ما هي الدول اللتي سافرتها؟ و ما الدولة اللتي تنصح بزيارتها ^^ ؟
إعجابإعجاب