رسالة الى عبدالرحمن بعد خمس سنوات (2020 – 2025)

اهلا عبدالرحمن 2025

معك عبالرحمن 2020 :)، لطالما فكرت بكتابة رساله من نفسي الحالي الى نفسي المستقبلي، هذا اول مره اتجرأ بكتابة واحده، اتجرأ لان هناك مخاوف من خيبة الظن بأن اقراها و اكون لم اتغير! مثل خيبة الظن السنويه اللي تحصل لي عند قراءة اهداف السنة اللي قبلها. و قد تكون هذه نقطة البدايه لهذه الرساله: عبدالرحمن، انت تتغير كثير! و الدليل، مقارنة عبدالرحمن 2020 بعبدالرحمن 2015، اه ذاك الشاب، اختار خيارات جيده للأمانه! جعلت حياتي الان في مكان الطف، ليس بيرفكت، لكن افضل من السابق.

عبدالرحمن المستقبلي، هناك اشياء بدأتها في 2020 و 2019، اتمنى انها كبرت و نضجت وقت قرائتك لهذه الرساله، منها اكتسابك للقوه بان تحب نفسك و تكرمها، و تقدمها على الاخرين الذين يستهلكون طاقتك و شخصيتك و افكارك، تذكر بان تنظيفك لدائرتك قلل من هذا الاستهلاك، و فتح مساحة لأشخاص رائعين بالدخول لحياتك! امنيتي هو انك خلال هذه السنوات قد وسعت هذه الدائرة “الايجابيه”. و هذا يقودني للنقطة الثانيه.

ارجو انك توقفت الاعتماد الزائد و المهول على نفسك، فترة بداية الشباب كانت لديك تلك الفكرة بأن لن يخدمك في هذه الدنيا غير نفسك، بانك الوحيد القادر على مساعدة نفسك، و ان مشاعرك لك و الغير ليس مهتم بها. حسنا، كانت افكار مناسبه لمرحلة معينه، لكن مع نضوجك، اتمنى انك سمحت للاخرين بان يخدموك اكثر، و يسمعون لمشاعرك العميقه اكثر، سوف تستغرب من مدى استعداد (القله، لكن موجودون) للاستماع لك، مشاركتك افراحك و احزانك، و تقديم يد العون لك.

عبدالرحمن، لطالما سمحت للصوت بداخلك ان يخترع الكثير من السيناريوهات، و المواقف، و الاحاديث، و الاشخاص، الغير حقيقيين! الافتراضات امتلئت في رأسك و منعتك او ابطئتك و اخافتك من كثير من الامور، اتمنى بان السنوات الاخيره لم تسمح لهذا الصوت ان يبقى مسيطرا، عبدالرحمن انت انسان رائع! وبداخلك مجرات و نجوم، لا تجعل هذا الصوت يستمر بسجنك في مساحات صغيره، انطلق، انطلق!

كيف اصحابك المقربين؟ اذا لم تعرف الاجابه بسرعه، فراجع حياتك قليلا! انت محاط باصدقاء رائعين، يمتلكون شخصيات رائعه، و تقدر تتعلم منهم الكثير، اتمنى بانك في الخمس السنوات الماضيه اما انك وسعتها، او الاهم، زدت من جودتها. لا تنتظر منهم المبادره، كون انت المبادر، المبادره سهله، و لاتخاف من تجاوبهم، الاغلب يتجاوب معك بشكل اكبر مما تتخيل!

اخلاقيتك و مبادئك الرائعه ما كانت غلط، او ضعف، او غير مناسبه. اتمنى انك استمريت انك تبتسم من قلبك لجميع الناس، لا، هالشي لا يظهرك بالضعف و البلاهه كما تظن، بل هي اشياء فقدها الكثير و انت من القليل اللي احتفظ بها.

بحلول 2025، مفروض انك كملت 10 سنوات عمل، حسنا، توقف عن الركض خلف المال! ارجوك. اختر حياة تضيف معنى لأيامك و ليس اموالا لعينه، اذا كنت تعمل اكثر من 8 ساعات يوميا، اترك هذا العمل. اذا كنت تعمل اكثر من خمسة ايام في الاسبوع، اترك هذا العمل! اذا كان يصيبك بالملل، الضغط النفسي، او يبعدك عن شريكتك و هواياتك، اترك هذا العمل اللعين!

انك اشتريت تجارب، و ليس المزيد من الاغراض.

انك قللت استخدام جوالك.

انك توقفت ان تقول لنفسك انك عجوز و الدنيا فاتتك.

انك زرعت صلعتك لو تصحرت اكثر من اللي حاصل وقت كتابة هذه الرساله.

اقضي وقتك في ممارسة اشيائك اللتي حلمت بها و منعتك حياتك اللي تركض بها خلف المال من تحقيقها، اتمنى انك تبنيت قطه و كلب و عصفور، انك بنيت تلك الحديقه و النافوره اللتي طالما جلمت بها لكي تتأمل بجانبها، انك تحقق هدف قراءة كتاب كل اسبوع او اثنين، انك تكتب في مدونتك هذه و الاهم في مذكرتك الشخصيه.

في الخمس سنوات الماضيه، اتمنى انك تحولت للنظام النباتي كاملا، و بدأت تنام الليل و تعمل النهار و ليس العكس، ان جودة نومك ارتفعت بشكل كبير و بذلت الغالي و النفيس لها الشيء. انك تستمر في تغذية عقلك و تقويته قبل جسمك (متحمس اعرف ايش الـSupplements اللي جالس تاخذها الان يا رجل!)، انك دخلت صالة الـ Crossfit، انك تركض 5 كيلو بدون ان تحس انك تموت، و انك تركب دراجتك اكثر من سيارتك، و انك تمارس التأمل و اليوغا و تدريب التنفس و محافظ عليهم يوميا بدون اي اعذار.

…[محذوف]….

 

حسنا، اراك بعد خمس سنوات يا صديقي.

15 رأيا حول “رسالة الى عبدالرحمن بعد خمس سنوات (2020 – 2025)

  1. يسعد صباحك عبدالرحمن، أحببت الفكرة كثير ألهمتني أقتبسها منك، منذ حوالي العام و أنا أدور حول نفسي و أكتشف العالم من حولي (خريجة) و سعة الخيارات أمامي ضيقت عليّ نفسي، لكن كتابة مثل هذه الرسائل حتخليك تعرف أنت اش تبغى و تساعدك بشكل ما في ترتيب حياتك. عقبال تحقق كل اللي في الرسالة بحلول ٢٠٢٥🙏🏽

    إعجاب

    1. اهلا صديقتي وجدان. قد لا تكون هذه الرساله تحديد اهداف للذات المستقبليه بقدر ما هي انعكاس و شكر و تقدير لما املكه حاليا لكي اصنع عبدالرحمن المستقبلي الذي اطمح ان اكون عليه.

      حاليا بدأت بمذكره خاصه بعيده عن مذكرتي اليومي، و قسمتها الى عدة اقسام (الصحه الجسديه، الصحه النفسيه، العمل، المال..الخ) و اكتب تحت كل قسم اهدافي و طموحاتي ^_^

      Liked by 1 person

  2. فكرة جميلة. عبدالرحمن 2025 ح يكون فخور جداً بعبد الرحمن 2020 لأنه بدأ الخطوات الأولى وبنى نفسه وغذّى أفكاره بالحاجات الحلوة وألهَم ناس كتيرين..
    أتمنى نكون حوالين بعض في السنوات الجاية حتى بعد 5 سنين عشان نذكّر بعض بهدي الرسالة 🙂

    إعجاب

    1. لاحظي اني (زي ما شاركتك مسبقا) لمحت لموضوع اني اترك وظيفتي و اعمل بشكل مستقل او حتى.. لا نعلم… اكون Digital nomad !

      اخطط بشده ان نكون حول بعض في السنوات القادمه، متأكد ان يوما ما سوف تتقاطع طرقنا في السفر، متاكد تماما ^_^

      إعجاب

  3. للامانة، عندما قرأت بداية الرسالة ، شعرت بشعور مخيف، الخوف من ان تفتح الرسالة بعد ٥ سنوات وانت كما انت … مصير يخيفني شخصيا. لعله يضيف قوة لدافع الذي نعمل لأجله… لكنه دافع مخيف.

    اتمني ان تفتحها بعد ٥ سنوات بكل فخر …

    إعجاب

    1. قرأت مقوله بما معناها (نحن نبالغ بما نستطيع فعله في سنه، و نستخف بما نستطيع فعله في عدة سنوات). طريقه بسيطه للتغلب على هذا الخوف الذي اشاركك فيه كذلك هو ببساطة ان ننظر لانفسنا خمس سنوات سابقه، انظري للعام 2015، هل دينا هي نفسها الحاليه؟ فكريا و نفسيا و عقليا تحديدا؟ بكل تأكيد لا! لا نستبق الاحداث و نتوقع ان تحدث تغيرات ضخمه في فتره قصيره، هي تغيرات صغيره تراكميه لا ننتبه لها الان لكن بعد سنوات سنرى كيف انها قفزت بنا الى اماكن عجيبه !

      إعجاب

  4. اتذكر قمت بهذه التجربة في ٢٠١٠ ، حيث أُشتهر احد المواقع انك تستطيع الكتابة لنفسك ووضع التاريخ والوقت الذي تريد أن تستلم فيه الرسالة اعلى بريدك الإلكتروني. قمت بكتابة رسالة لنفسي بكل الطموحات التي أرغب بالوصول إليها عند عمر الثلاثين، كتبت الكثير من الأهداف والآمال، وكان توقيت الرسالة بعد ١٠ سنوات. مرت السنوات بسرعة وتفاجأت بهذه الرسالة تصلني في فترة كنت متضايق من اشياء كثيره في حياتي، عندما قرأت الرسالة أحسست أني أرجعت هذا التوازن، وفرحت لأنني قمت بتحقيق ٩٠% من طموحاتي، والآن حان الوقت لوضع أهداف جديده ومراجعتها. رسالة من الماضي الى المستقبل تجعلك تفكر بعمق في هذه السنوات بما انت عليه الآن، وتساعدك في مراجعة حساباتك. أحسنت يا عبدالرحمن في كتابة هذه الرسائل، على أمل أن تراجع هذه المقالة في المستقبل القريب وترى مدى إنعكاسها على شخصيتك وتفكيرك.

    Liked by 1 person

    1. اهلا صديقي احمد!

      يالله، عشر سنوات!!! ما اقدر اتخيل شعورك و انت تتلقى الرساله، ناهيك عن قرائتها و الشعور بتلك المشاعر المتضاربه من فرح و حزن و تعجب و كل شي!

      لا اشك اني سوف اتغير بعد خمس او عشر سنوات، كل ما أمله هو ان التغيرات حصلت بتحكم مني، بتحقق اهداف ارغب بها، لا ارغب بتغيرات حزينه او متخبطه حصلت لي بسبب ان الحياه “جلدتني” و وجهتني لانفاق و حواري خلفيه.

      سعدت بمرورك ^_^

      إعجاب

  5. عندي عرف سنوي في يوم ميلادي إني أكتب رسالة للمستقبل توصل بعد سنة. والتجربة تبيّن لي أن كان عندي مخاوف غير منطقية هذاك الوقت، لكن كنت ممتنة إني شاركتها مع نفسي لأنها تأكد لي إني أتغير كل سنة -أتمنى في الطريق الي أبغاه-.
    بالإضافة إلى إنها تشمل نوع من السوالف الي ماراح أشاركها إلا مع نفسي وبطريقة ما تصير قراءتها ممتعة.

    5سنوات قد تكون طويلة لكن أتمنى توصل لأهدافك التي وضعتها 👍

    إعجاب

  6. اهلا صديقتي ^_^

    عُرف جميل جدا! مؤخرا اكتشفت موقع يقدم هذه الخدمه اللطيفه، كتبت رساله و اتذكر باني سجلت وصولها بعد ثلاث سنوات. جملة “أتمنى في الطريق الي أبغاه-.” هي ما ذكرتها بتعليق في الاعلى، التغيرات سوف تحصل لا محاله، لكن هل هي بالطريق الذي نرغب به؟ هنا هو السؤال المهم!

    إعجاب

  7. ذكرتني بموقع إرسال رسائل شخصية لنفسك بعد مرور عدّة سنوات، هذا العام لم يكن هناك رسائل في انتظار أرسل لي الموقع تهنئة بعيد ميلادي ويذكرني أنه بعد مرور عام من الآن سوف أصل إلى ٣٥ عامًا، ويحفزني على الاستمرار فيما بدأته، في أحد السنوات الصعبة في مطلع الثلاثينيات بدأت في تسجيل (رسائل صوتية) عن المشاعر اللحظية، وعن القادم، كانت تلك الرسائل هي السبيل في الاستمرارية لما بدأته من أشياء صغيرة كان أثرها كبيرًا فيما بعد مثل ممارسة الرياضة وقضاء وقت أطول مع شريكتي، وتقليل المماطلة والعودة للقراءة، شكرًا على التدوينة الرائعة جعلتني أودّ كتابة واحدة لي قريبًا.
    أتمنى لك دوام السعادة والتوفيق

    إعجاب

  8. لم أقرأ التدوينة بعد، لكنني وصلت مدونتك من خلال الأستاذ عبد الله اامهيري وأود القول أنني سعيدة بالتعرف عليها، إن شاء الله سأقرأ ما بها باهتمام 🙂

    إعجاب

أضف تعليق