هذا السؤال هو واحد من اكثر الاسئلة شيوعا بين الدارسين بالخارج. حقيقة يصعب الإجابة على هذا السؤال، لاختلاف الاشخاص و اختلاف الدول. في تدوينتي هذه تركيزي بشكل مختصر سيكون على مبتعثي الولايات المتحدة و اللغه الانجليزية كوني منهم. اذا، هل سنة اللغة كافيه في امريكا؟ نعم!
لماذا كافيه؟
- دراستنا للغه الانجليزية لستة سنوات دراسيه: طلاب المملكه العربية السعودية يدرسوا اللغه الانجليزية لمدة ستة سنوات دراسيه ابتداءا من الأولى المتوسط الى الثالث ثانوي (حاليا ابتداءا من الرابعه ابتدائي، لكن باعتبار ان هذا القرار حديث و هاؤلاء الطلاب لم يصلوا الى سن التخرج و الابتعاث فأني استثنيتهم). اذا، افتراضيا، ستة سنوات هي كافيه لاكتساب على الاقل المبادئ.
- انتشار اللغه: الانجليزية هي اللغه الثانيه في المملكه، و منتشرة في كل مكان تقريبا. من تلفاز، انترنت و التكنولوجيا بشكل عام، الى الحياه العامه -اذا صح تعبيري- من مرافق و لوحات و قوائم المطاعم و نحوه. الشخص يفترض انه اكتسب حس اللغه بسبب محيطة العام الذي يحتوي الانجليزية بكثافه.
لكن…
لكن يضل هناك ضعف، عدد كبير من الطلاب يأخذ اكثر من سنه في اللغه، و حتى لو انتهى من اللغه (سواءا عن طريق انهاء المعهد او احراز درجة التوفل المطلوبة … الخ)، فأنه يضل في حالة ضعيفه تمنعه من الابداع في -النجاح يمكن الوصول اليه، الابداع صعب- او الحصول على حياه اجتماعيه ممتازة خارج دائرة العرب.
الاسباب؟؟ حقيقة غير واضحه، بالتأكيد الملام الاول هو التعليم، نظامنا التعليمي كان و لازال نظام حشو فارغ، اذكر دراستي للغه الانجليزية لم تكن جيده حقيقة، و لا اتذكر اني استفدت الكثير غير الحروف الابجديه و بعض من الكلمات الاساسية. اتذكر سمعت في مكان ما – و لست متأكد من هذه المعلومه- عن استخدام اللهجة و طريقة الكتابة البريطانيه في كتب التعليم لدينا في المملكه، على اني ارى افضليه استخدام الطريقة الامريكيه كون الثقافة الامريكيه لدينا اقوى بكثير من البريطانيه.
سبب اخر هو الشخص نفسه، تمر سنين طوال بدون اهتمام باللغه الانجليزية. لا ارى ان يتم اجبار كل شخص على تعلم لغه اخرى، فهو له حرية الخيار، لكن ايضا لا ارى صواب فكرة ارسال شخص الى دولة خارجيه و هو لا يملك ادنى مستويات اللغه! واجهت الكثير من الطلاب بهذا الوضع، غالبا من كبار السن او من خلفيه ثقافيه قد تكون اكثر انغلاقا من غيرها. بعضهم لم يلقي اهتماما للغه، او ببساطه، شخص فاشل! بعد وصول هاؤلاء الطلاب هنا، بسبب كبر المجتمعات العربيه في اغلب المدن، و بسبب التكنولوجيا، الدارس بالخارج:
- ينغلق في المجتمعات العربيه –الكبيره جدا!-، اشخاص يفهمونه و يفهمهم فكريا و لغويا. و يبتعد تماما او شبه تماما عن الاجانب.
- لا يستفيد من المصادر الخارجيه. لا يقرأ كتب، و اذا اراد الاستفادة من الافلام كمثال، فهو يتابع العربي منها او بترجمة عربيه.
- يصاب بالأكتئاب سريعا نظرا للغربه و الفشل الدراسي و الروتين (او\و ارتكاب مخالفات شرعيه).
البعض يردد بمنع صغار السن من السفر، لا اوافق هذه النظرة. العالم الخارجي حقيقة مخيف و تحتاج الى شخصيه ثابته لمعرفة الصح و الخطأ. المقابله الشخصيه لا تتم الا للأشخاص المندرجين ضمن برنامج الابتعاث، و هي مقابلات لا اراها حقيقة تبرز القوة اللغويه و قد يصعب حتى عليهم اظهار الشخصيه الحقيقة. الدراسين على حسابهم الخاص لا يمرون بهذه المقابله. كذلك الدورات التأهيليه بنفس المشكلة. فهنا يعتمد بشكل كبير على الاهل، هل من الصواب ارسال ابنهم او ابنتهم الغير مؤهلين الى الدراسه بالخارج؟ للأسف المجاملات كثيرة هنا.
هذه التدوينة نبعت من مثال مقرف بدأت اسمع عنه الكثير في الفترة المنصرمه، و الله العالم بكم مثال يتواجد مثله. للأسف قد تبدو هذه التدوينة سلبيه و تغاضيت تماما عن ذكر اي ايجابيات، لكن هذه التدوينة ليس مكانا لها.
الله يجزاك الف خير ، والله استفدت منها
تسلم والله
إعجابإعجاب
العفو 🙂 !
إعجابإعجاب