خطاب امام جمهور كبير, نجاح و فشل

في شهر اوكتوبر من هذه السنة احتفل كثير من الاندية السعودية في الولايات المتحدة و غيرها من الدول باليوم الوطني السعودي، مناسبة استغلها المبتعثون لتعريف الطلاب بمختلف جنسياتهم بالمملكة العربيه السعودية، لأول مرة كنت مشارك ليس فقط بحفل يمثل السعودية، بل لمشروع جماعي كبير. حصلت لي شخصيا كثير من الاحداث في هذا الحدث، و اذكرها هنا ليس مدافعا او مؤيدا، بل فقط لسرد ما حدث.

شخصيا كنت مسرور و بشدة بمروري بهذه التجربة، على الرغم بأنه في حياتي لم اتلقى نقد بكثرة ما تلقيته بعد هذا الحفل، و في نفس الوقت تلقيت كثير من المديح. في البداية كان على عاتقي مهمه واحدة: تصميم و ايجاد محتوى لبريزنتيشن يتحدث عن المملكة بصفه عامه. و من ثم اضيفت لي مهمه اخرى و هي تصميم البريزنتيشن للحفل بأكمله، بسبب ان البريزنتيشن الذي صممته اعجب فريق النادي.

لظروف الوقت، و عدم وضوح المهمة الموكله لي، ارتبكت نوعا ما في كتابة محتوى الفقرة الخاصه بي، و بدأت اتسائل مع نفسي عن النقاط الذي سيرغب بها الشخص الاجنبي، فرغبت بالتكلم عن نقاط عامه، مثل موقع السعودية الجغرافي، تاريخ الحكم و حكامها، و اقتصاد المملكة. تم انتقادي بشده على هذه الثلاث نقاط !

كانت لدي فلسفة عند تصميمي للبريزنتيشن، و هي الكوميديا، اخترت هذا الشيء لان اغلب اصدقائي الاجانب و كثير من الحاضرين هم بنفس عمري، فئة 18 الى 21 سنة. و اعلم تماما ان هذا الجمهور لا يتقبل المعلومات الجافه، ففكرت ببعض النكات اللتي قد تمتع الجمهور، و بالفعل امتعت الجميع، باستثناء اغلب السعوديين!

من امثلة ما قلت (مع تقريب ما قلت): -عن الجغرافيا- :

In east of Saudi Arabia there is a sea, the problem is with the name. There is conflict, as you can see in the map, it’s called “The Persian gulf“, but most Saudis and the rest of Gulf countries call it The Arabian Gulf”. And i personally don’t care”!

و هناك امثلة اخرى لاشياء قلتها لكن يفضل ان اتحفظ عليها. نعم، هذا يبين اني قلت اشياء قد حتى انت كقارئ سعودي لن تتفهمها او ستشعر بالاهانه بشكل ما.

دروس تعلمتها

  • اكتشفت بان لدي مقدرة على القاء كلمة امام جمهور كبير بدون ارتباك واضح، نعم يوجد ارتباك داخلي، و لازلت اواجه مشكلة عدم قرائتي لرؤوس الاقلام المتواجده في يدي.
  • ثقتي بلغتي الانجليزية في العامه تحسنت بشكل كبير.
  • مقدرتي على تصميم عروض ممتازة -استخدمت Prezis في كل عروضي حتى الان-.
  • مقدرتي على العمل مع فريق.
  • اتقبل النقد بشكل افضل من السابق، و لازلت احث نفسي على التقبل بشكل اكبر.
  • يجب ان احاول اتفهم مختلف الثقافات و الفئات العمريه، ما حصل لي ان  تركيزي على امتاع صغار السن و الاجانب جعلهم يستمتعوا بي كثيرا لكن فئة الكبار في العمر و السعوديين واجهوني بسلبيه كبيرة.
  • يجب ان احاول وضع لنفسي وقت اكبر لعمل مهمة معينه، على الرغم باني الاحظ نفسي باني اؤدي المهام بشكل افضل تحت ضغط. في موضوع البريزنتيشن قد لا تكون المشكلة تماما علي لأنها وصلتني متاخره اصلا، لكن لا ارغب بتعويد نفسي على لوم الاخرين.
  • انتبه لما انشره في الشبكات الاجتماعيه. ما شاركته في الشبكات الاجتماعيه كان فقط الجانب المسلي من الحفل، فواجه النادي بأكلمه و انا شخصيا نقد على تقديمنا لحفل سيئ.

بشكل عام، انا راضي تماما عن ما قدمته، حتى الاخطاء، لاني تعلمت منها. امريكا بدأت تظهر جوانب مني لم اعلمها سابقا، الفرص بتقديم شيء هنا متاح اكثر من بيئة الدراسة السعودية لأسباب ليست واضحه لدي. للأسف كثير من المبتعثين لا يستغلوا هذه الفرصة، على الرغم بان اغلب من يستغلها يقدم ابداعات مشرفه له شخصيا حتى قبل البلد. تجربة بسيطة لكن اكتشفت فيها الكثير عن نفسي.

الانتقاد، اكبر نقطه مزعجة بالموضوع، هل يتهيئ لي، ام ان المجتمع و الفرد السعودي ينتقد بحدة؟ بعكس الفرد و المجتمع الاجنبي الذي يركز على التشجيع و الجانب الايجابي بشكل شبه خالي من الانتقاد؟

البريزنتيشن

5 آراء حول “خطاب امام جمهور كبير, نجاح و فشل

  1. ماشاء الله عليك ..
    انا عن نفسي ماحب اطلع القي البرزنتيشن اشتغل عليه وكل حاجه بس فيني خجل او رهبه من انه الناس يطالعوني .. اخر السمستر هذا اجباري اسوي برزنتيشن واطلع اتكلم طبعا من الحين قلقه 😦 > تكلمت كثيرر

    إعجاب

    1. اهلا اختي روان،،،
      الخجل و الخوف شيئين طبيعيين، و مواقف مثل هذي تدربنا على التغلب عليهم. شدي حيلك و ان شاء الله تسهل امورك 🙂 .

      إعجاب

أضف تعليق