خسرت بيتي

الشبكات الاجتماعيه احتلت تماما رغبتي بالكتابة في المدونة، توقعت هذا الشيء من تويتر لكن الفيسبوك؟ شيء لم اره قادما. لكن جرعة حماس بعد قرائتي لمقالات من مدوني المفضلين عبدالله المهيري و محمد طاهر ارجعوا لي الرغبة بالكتابة. فكر البساطة و الرأي الشخصي التام المتخذ في المدونتين السابقتين يجب ان يكونا مصدر إلهام للويب العربي. ايضا يجب أن اتخلص من اسلوبي الركيك في الكتابة. لا يوجد لدي افضل من كتابة مقتطفات من رحلتي الكبيرة في الابتعاث.

الغريب في الموضوع ان الشعور بضخامة موضوع الابتعاث لم اكن كما اتصوره، اعتيادي على الحياه الامريكية لم يتجاوز الساعات! بدون مبالغه، لسبب ما الحياه هنا ليست بتلك الصعوبة. حتى اقل الاشياء مثل الـJet lag بعد السفر لم اعاني منها! حاولت ان اضع اسباب، و يبدو ان لا يوجد لدي اكثر من ثلاثة:

  • معيشتي في مدينة صغيره جدا بعيدا عن صخب الحياه الامريكية.
  •  المساعدات المقدمه لي من المجتمع السعودي في المدينة  في الامور الاساسية وضعني بسرعه على الطريق الصحيح.
  •  لغتي الانجليزية المعقولة.

هذه على ما يبدو انها النقاط اللي سهلت معيشتي هنا. في البداية كنت متخوف حتى انني انتقلت للسكن مع خمسة شباب سعوديين مبتعثين خوفا من “ضياعي في امريكا” و ايضا مخالطتي للسعوديين. يبدو انه كان قرارا خاطئا في البداية لكن استطعت تحسين ما يمكن تحسينه. واجهت عقبات كثيرة في اسلوب الحياه هذه، خصوصا كوني محاط بأشخاص ليس فقط لا يملكون الرغبة بأصلاح اخطائهم، بل بحملها من المجتمع القديم و ممارستها هنا مع و على الجميع ببجاحه! احدهم ذكر لي بأني انتقد السعوديين كثيرا، و يبدو كأني شخص يريد الانسلاخ من هويته. الأمر ليس كذلك اطلاقا، كل ما في الامر اني احاول اتخاذ ابتعاثي فرصة لتغيير شخصيتي و عاداتي السيئة، و هو امر بدأت انجح فيه و لله الحمد و لو ببطئ. للأسف لازال مجتمعنا يحارب المختلف، طلبي لاصدقائي عدم التدخين و المحافظة على النظافة و الترتيب و الهدوء بجانب اشياء اخرى تمت مواجهته بشكل كبير، اصبت بالاحباط حقيقة، لكن قرائتي لبعض الايجابيين الطالبين للتغير يعطيني جرعه أمل كبيرة، احد الأصدقاء الذي هو ايضا مبتعث استطاع تغيير حياته بشكل ملهم لي.

أبرز الايجابيات اللتي غيرتها هو نظامي الصحي، لأول مرة في حياتي، بدات امارس الرياضة بشكل شبه منتظم، لا استطيع اطلاقا وصف الشعور الايجابي و الثقة الشخصية اللتي حصلت عليها بمجرد ممارستي الرياضة، كمثال انهائي لصعود درج بتعب بدل ارهاق، او قطع مسافات اكبر بالدراجة في الوقت الحالي اكثر من السابق أيجابيه اخرى هي التعرف و التواصل مع الثقافات بشكل اكبر، كنت املك هذا الشيء مسبقا بمساعدة زميل لي لكن الان الفرصة اكبر للتعدد الكبير الحاصل و كان له أثر بتنمية مهاراتي الاجتماعيه و الفكرية و ايضا ثقة اكبر في ممارسة اللغه. هذا لا يعني ايضا تقبلي لبعض الافكار المريضة مثل الالحاد و حقوق المثليين المنتشر كثيرا في جامعتي على الرغم من وجودها في مدينة و ولاية اكثر تحفظا.

سلبيات لازلت املكها هي عدم مقدرتي تنمية قراءة الكتب، لازلت اشتكي من هذه النقطة من قرابة الأربع سنوات و للأسف لازلت افشل بها. لم افقد الأمل، قبل اربع سنوات كنت اشتكي عدم ممارستي الرياضة و لله الحمد هذا شي اصبح من الماضي. سلبية اخرى هي عدم مقدرتي على اكتساب لغه اقوى، حقيقة اصاب بالأحباط لرؤيتي لشباب لم يغادروا المملكة حتى لكن يمتلكوا كم لغة راقي. قد تكون اسباب مثل اعتماد الاصدقاء الشبه كامل علي في اي موضوع لقوة لغتي و ايضا اكتساب صداقات بسرعه هي دوافع ايجابيه. معضلتي الكبيرة تكمن في تخصصي الجامعي، مشكلة ضخمه للأسف سأتهرب منها حتى في هذه التدوينة.

نقطة اخيره… هذه صورة للبيت الذي سأفقده بعد فترة بسيطة.

4 آراء حول “خسرت بيتي

    1. العفو :).
      نعم بأنتقل لسكن شقه بغرفتين، اغلى و اصغر للأسف. حتى الان ما اعرف الرومييت لكن حاولت التهرب من بعض اصدقائي الحاليين باكبر قدر ممكن.

      إعجاب

أضف تعليق